من أجمل القصص التي رويت عن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )
عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص : ثاني الخلفاء الراشدين ، و أول من لقب بأمير المؤمنين ، الصحابي الجليل ، الشجاع الحازم ، صاحب الفتوحات ، يضرب بعدله المثل . كان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم . وهو أحد المعمرين اللذين كان النبي (ص) يدعو ربه أن يعز الإسلام بأحدهما . بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر بعهد منه . وفي أيامه فتح الشام والعراق ، وافتتحت القدس والمدائن ومصر والجزيرة حتى قيل : انتصب في مدته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام . وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري وكانوا يؤرخون بالوقائع . وهو أول من دون الدواوين في الإسلام . وكان يطوف في الأسواق منفرداً ويقضي بين الناس حيث أدركه الخصوم . لقبه النبي (ص) بالفاروق وكناه بأبي حفص . قتله أبو لؤلؤة فيروز الفارسي ، غلام المغيرة بن شعبة غيلة بخنجر في خاصرته وهو في صلاة الصبح .
عدالة عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعس (1) ليلة ، فسمع غناء رجل من بيت ، فتسور (2) عليه ، فرآه مع امرأة يشربان الخمر . فقال عمر : يا عدو الله ، أرأيت أن يسترك الله و أنت في معصية ؟
فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تعجل ، أن كنت قد عصيت الله في واحدة قد عصيته أنت في ثلاث : قال الله تعالى : ( ولا تجسسوا ) وقد تجسست .
وقال : ( واتوا البيوت من أبوابها ) وقد تسورت علي .
وقال : ( لا تدخلو بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ) وقد دخلت بغير سلام .
فقال عمر : أسأت ، فهل تعفو؟
قال : نعم وعلي ألا أعود .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1)يعس:يراقب المخالفين ويستقصي أمور الناس.
(2) تسور: صعد وتسلق.
عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير
مر عمر بن الخطاب بالصبيان يلعبون وفيهم عبدالله بن الزبير ففروا وثبت ابن الزبير ، قال له عمر : كيف لم تفر مع أصحابك؟
قال : لم أجرم فأخافك ، ولم يكن بالطريق من ضيق فأسع لك !
إله عمر يعلم
كان عمر بن الخطاب يجوب شوارع المدينة ليلاً وطال به المسير والطواف حتى أصابه شيء من التعب فاتكأ إلى جدار أحد البيوت وإذا بأصوات نسائية تخترق حجب الليل وتطرق أذنيه فتبين حديث امرأة تقول : قومي يابنية ، إلى ذلك اللبن فاخلطيه بالماء !
وعقب عبارتها سكون . فأنصت عمر ، يريد أن يعرف ماذا تجيب الأخرى ، فسمعها تقول :
- يا أماه أوما علمت بما كان اليوم من عزمة أمير المؤمنين ؟
فقالت الأم : وما كان من عزمته يا بنية؟
قالت : إنه أمر مناديه فينادي ألا يشاب اللبن بالماء!
فقالت الأم: قومي يا بنيتي ، إلى اللبن فإخلطيه بالماء فإنك بموضع لا يراك فيه عمر ولا منادي عمر .
فأجابت البنت قائلة : لا ، يا أماه ، والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصاه في الخلا . إن كان عمر يعلم ، فإله عمر يعلم؟. . .
وسمع عمر ذلك كله ، وكان معه رجل يدعى أسلم فقال له :
- يا أسلم : لم المكان واعرف الموضع ! ثم مضى مواصلاً طوافه . وإذ أصبح الصباح قال:
- يا أسلم ، امض الى ذلك الموضع فانظر من القائلة ومن المقولة لها ، وهل لهما بعل ؟
وذهب أسلم يستقصي الأمر ، ثم عاد إلى عمر بن الخطاب وأخبره أن الفتاة أيم لا بعل لها وأنها تعيش مع أمها وليس لها رجل .
ثم دعا عمر أولاده فاجتمعوا فقال : هل فيكم يحتاج الى امرأة أزوجه؟ ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ماسبقه أحد منكم إلى هذه الجارية؟
فقال عبد الله : لي زوجة.
وقال عبد الرحمن :لي زوجة .
وقال عاصم :لا زوجة لي يا أبتاه ، فزوجني .
وهكذا زوج عمر بن الخطاب تلك الفتاة التي أعجبته بقوتها و أمانتها وخلقها ابنه عاصم فولدت له بنتاً ، وولدت هذه البنت عمر بن عبد العزيز.
.......... في إنتظار المزيد .........